سورة الكهف - تفسير تفسير القشيري

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (الكهف)


        


أخذناهم عن إحساسهم بأنفسهم، واختطفناهم عن شواهدهم بما استغرقناهم فيه من حقائقِ ما كاشفناهم به من شهود الاحدية، وأطلعناهم عليه من دوام نعت الصمدية.


أي رددناهم إلى حال صحوهم وأوصاف تمييزهم، وأقمناهم بشواهد التفرقة بعد ما محوناهم عن شواهدهم بما أقمناهم بوصف الجمع.


قوله جلّ ذكره: {نَّحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُم بِالْحَقِّ إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ ءَامَنُوا بِرَبِّهِمْ}.
لمَّا كانوا مأخوذين عنهم تولَّى الحق- سبحانه- أَنْ قصَّ عنهم، وفَرْقٌ بين من كان عن نفسه وأوصافه قاصاً؛ لبقائه في شاهده وكونه غيرَ منتفٍ بجملته.. وبين من كان موصوفاً بواسطة غيره؛ لفنائه عنه وامتحائه منه وقيام غيره عنه.
ويقال لا تُسَمعُ قصةُ الأحباب أعلى وأَجَلّ مما تُسْمعُ من الأحباب، قال عزَّ من قائل: {نَّحْنُ نَقُصُّ عَلَيكَ}، وأنشدوا:
وحَدَّثْتَنِي يا سَعْدُ عنها فَزِدْتني *** حنيناً فَزِدْني من حديثكَ يا سعدُ
قوله: {إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ ءَامَنُوا بِرَبِّهِمْ}: يقال إنهم فتية لأنهم آمنوا- على الوهلة- بربِّهم، آمنوا من غير مهلة، لمَّا أتتهم دواعي الوصلة.
ويقال فتية لأنهم قاموا لله، وما استقروا حتى وصلوا إلى الله.
قوله جلّ ذكره: {وَزِدْنَاهُمْ هُدىً وَرَبَطْنَا عَلَى قُلُُوبِهِمْ}.
لاَطفهم بإحضارهم، ثم كاشفهم في أسرارهم، بما زاد من أنوارهم، فلقَّاهم أولاً التبيين، ثم رقّاهم عن ذلك باليقين.
{وَرَبَطْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ}: بزيادة اليقين حتى متع نهار معارفهم، واستضاءت شموسُ تقديرهم، ولم يَبْقَ للتردد مجالٌ في خواطرهم، و(...) في التجريد أسرارهم، وتَمَّتْ سكينةُ قلوبهم.
ويقال: {وَرَبَطْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ}: بأن أفنيناهم عن الأغيار، وأغنيناهم عن التفكُّر بما أوليناهم من أنوار التبصُّر.
ويقال ربطنا على قلوبهم بما أسكَنَّا فيها من شواهِدِ الغيب، فلم تسنح فيها هواجسُ التخمين ولا وساوس الشياطين.
قوله جلّ ذكره: {إِذْ قَامُوا فَقَالُواْ رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاواتِ وَالأَرْضِ}.
قاموا لله بالله، ومَنْ قام بالله فُقِدَ عمَّا سوى الله.
ويقال من قام لله لم يقعد حتى يصلَ إلى الله.
ويقال قعدت عنهم الشهوات فَصَحَّ قيامُهم بالله.
قوله جلّ ذكره: {لَن نَّدْعُوا مِن دُونِهِ إِلَهاً لَقَدْ قُلْنَا إِذاً شَطَطَاً}.
مَنْ أحال الشيءَ على الحوادث فقد أشرك بالله، ومَنْ قال إِنَّ الحوادث من غير الله فقد اتخذ إلهاً مِنْ دون الله.

1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8